Wednesday, April 12, 2017

2004 ، وماذا بعدها




السلام عليكم وَ رحمه الله وبركاته 

في البداية أود الرجوع بذاكرتي قليلا إلى الوراء إلى ذاك الزمان الذي بدأت فيه باستخدام الإنترنت
شخصيا لايوجد أحدا من أفراد عائلتي او اقاربي يستخدمه ما عدى ( بنات عمتي ) هن الوحيدات التي كنا نتشارك نفس الاهتمام. كان هناك الكثير من الإنتقادات تجاهي والأسئلة التي دائما يلقونها علي ( أنتي وش تلقين فيه ؟ وش تسوين؟ )
الكثير من الأسئلة تتمحور حول هذا الإنترنت الذي لم يكن له صيت في ذلك الوقت.
وللأسف النظرة تجاهه كانت سلبية وكأن الشخص لا يدخل لهذه الشبكة الا لغرض البحث عن علاقة!
مضت الأيام و أول لابتوب اقتنيته في أولى ثانوي وللأمانة هو لوالدي لكن كنت استخدمه أكثر منه. كان والدي يثيره الكثير من القلق حول الساعات المحدودة التي يفرضها علي لمقابلة هذا الجهاز ولا ألقي عليه لوما لكثرة ما يسمعه من شكوك في امر هذا الانترنت.
يوما بعد يوم يزيد تعلقي في هذا الجهاز وتزيد محاولاتي في اقناع والديّ حول أهمية هذا الانترنت وكيف سيغير العالم!
وأيضا كان احد اسباب منعي لجلوسي لساعات مطولة هي تلك الفاتورة التي اصبح ارتفاعها ملحوظا بعد استخدامي للانترنت.
كان لتلك النغمة حينما أقوم بتوصيل سلك الهاتف للابتوب لذة لا مثيل لها!
اذكر معاناتي حينما اندمج في تصفح  بعض المواقع يطري على والدتي أن تحادث أحد اخواتها هاتفيا
وبعدها ينقطع اتصالي و أنتظر حتى تنتهي المكالمة الذهبية :( .



تخرجت من الثانوية وكانت هديتي من والديّ هو لابتوب سوني و خدمة DSL


وقفة  تأمل لهذا الجهاز وما يحمله من ذكريات 💔 :(

ومضت الأيام و أصبح الناس اكثر تقبلا لهذه الفكرة وأكثر تنافسا على طلب خدمة الإنترنت في البيت.

أما في الوضع الحالي اصبح والدي هو أكثر انسانا يبحث عن خدمة الواي فاي ، و حينما يريد السفر يتأكد
من توافر خدمة الإنترنت في الفندق قبل الحجز ! 😅

و أيضا اصبح الانترنت عنصر هام جدا للترفيه عند الأطفال للأسف.

ترعبني فكرة الى أين ستأخذنا ثورة التكنلوجيا الي أي حال سنصل الى أي مدى ستخترق خصوصيتنا
كل هذه التساؤولات أثاره مسلسل  Black Mirror

الأحداث في هذا المسلسل نراها الآن وكأنه شيء مستحيل الحدوث لكن يوجد بداخلي يقين أننا ولو بعد عشرات السنين
سنصل الى وضع مشابه لذلك.
من كان يتخيل قبل 20 سنة أنه سيكون هناك شيء مماثل لـ Google maps  وكيف جعل الوصول الى
الأماكن بأبسط وأسهل الطرق.

تناولنا موضوعا في الكلاس قبل فترة حول ما مدى التكنلوجيا قادرة على اختراق خصوصيتنا ونحن لا نشعر!
المدرس اخبرنا ان زوجته تعمل في منصب حساس في IT وأنها لديها قلقل كبير من مشاركة أجهزتها في بعض
التطبيقات التي تطلب تصريح لإستخدام الموقع الحالي و أيضا يخبرنا بأنه لا تستخدم Google maps
وكذلك أي جهازلابتوب  تستخدمه تقوم بإلصاق ستيكر على الكاميرا حفاظا على الخصوصية !
بادرته سائلة ماذا عنك ؟ أجابني بكل اختصار ( I do not care)، و آوضح بأن ليس لديه شيء مثير في
الحياة ليخفيه.

الحديث عن التكنلوجيا و الخصوصية متشعب جدا و أكثر ما يقلقني هم الأطفال الذين لا يعيرون اهتماما لمثل
هذه الأمور وقد يكونون ضحية لإبتزاز او غيره وبعده الأثر النفسي الذي قد يعانون منه!
كل الذي اود قوله عدم الإستهانة في هذه الأمور وتذكروا حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ( كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ) .




No comments:

Post a Comment